أنا والشعر Poem by محمد حسن فقي

أعاني وما يَدْرِي الورى عن مُعاناتي {#spc} ولم يَسْمَعِ النَّشْجَ الأليمَ وآهاتي
وكيف وبَوْحُ الحُرِّ يَجْرَحُ رُوحَهُ {#spc}فيَطوِي على الدَّامي المُؤَرِّقِ.. والعاتي
ويُسْعِدَه الكِتْمانُ حتى كأّنَّهُ {#spc}ضَرِيحٌ يُوارِي بُؤْسَه في الغَياباتِ
ويَبْتسِمُ والأَضْلاعُ مِن وَقْدة الحَشا {#spc} تُحِسُّ بِإزميلٍ يَقُدُّ لِنَحَّاتِ
ويَحْسَبُني الرَّاؤون شَخْصاً مُرَفَّها {#spc}سعيداً بِماضِيَّ الحفيلِ.. وبالآتي
يَظُنُّونَ أن المالَ والمجْدَ جَنَّةٌ {#spc} وأَنَّهما مِرْقاتُنا للسَّماواتِ
وأنَّهما لُبُّ السَّعادِةِ.. والمُنى {#spc}لِطُلاَّبها تَأْتِي على غَيْرِ مِيقاتِ
شَجاني الأَسى مِمَّا يَظُنُّونَ جَهْرَةً {#spc}وقد هَتَفوا من جَهْلِهِمْ بِالعَداوات
ولو عَلِموا أَنِّي الشَّقِيُّ بِكُلِّ ما{#spc} يَظُنُّونَهُ سعْداً يُضِيءُ بِمِشْكاةِ
لَكَفُّوا عن اللَّغْوِ المَقِيتِ. وأَقْلَعوا {#spc}عن الظَّنِّ يُلْقي رَهْطَهُ في المَتَاهاتِ
فما السَّعْدَ إلاَّ في الرّضا فهو نِعْمَةٌ {#spc} مُبَرَّأَةٌ تٌفْضِي بِنا لِلْمسَرَّاتِ
فما مالُ قارُونِ.. ولا مَجْدُ قَيْصّرٍ {#spc}بِمُغْنٍ عن الباغي - إذا طاش - والعاتي
ولن يَضَعا في البالِ ذَرّةَ راحةٍ {#spc}سوى راحةِ الذِّئْبِ المُتَيَّم بالشاةِ
ولو أَنَّني خُيِّرتُ لاخْتَرت فاقتيْ {#spc}إذا منَحَتْني بالرِّضا.. رِفْعَةَ الذَّاتِ
فما المالُ والمجْدُ لِلْورى إذا{#spc} اسْتَأْذَبَا واسْتَشْريا غَيْرُ آفاتِ
ألا لَيْتَ أَهْلي الأقْرَبِينَ ورُفْقَتي{#spc} بَصائِرُ تسْتهْدي بِرُشْدٍ وإخْباتِ
فلا تَنْحَني إلاَّ إلى الله وَحْدَهُ {#spc} ولِلْمَجْدِ مَجْلُوّاً بأَصْدَقِ آياتِ
فقد تٌهْلِكُ الأطماعُ مَن شُغِفوا بها{#spc} وتَهوِي لٍلْقاع مِن دون أَقْوَاتِ
أّنِلْني الرِّضا - يا رَبِّ - غَيْرَ مُبارحٍ {#spc}حَنايايَ إنّي بالرَِضا خَيْرُ مُقْتاتِ
وبارِكُه بالإِلهامِ يَهْدى قَريحتي {#spc}إلى قممٍ شُمٍّ تَضُوعُ بأَبْياتي
قَصائِدُ غُرُّ ليس فيها تَمَلُّقٌ {#spc}ولا جَشَعٌ يُفْضِي بِها لِلْغوايات
فما الشِّعْرُ إلاَّ حِكْمةٌ وتَرَفُّعٌ {#spc}وإلاَّ سُمُوٌّ ما يَجِشُ بِسَوْءاتِ
ولكنَّه يَهْدي ويُعْلي ويَرْتَقي {#spc}إلى ذُرْوَةٍ تَشْفي الورى بالمُناجاةِ
إلى ذُرْوَةِ تَشْدو بِشِعْري وتَنْتَشِي {#spc}وتَهْتِفُ بالمُصْغِينَ والصَّخَراتِ