الملهى والمحراب Poem by محمد حسن فقي

محمد حسن فقي

محمد حسن فقي

السعودية / مكة المكرمة

الملهى والمحراب

اسْمِعيني - لا أَسْمَعَ الله أُذْنَيْكِ {#spc}حديثَ الصِّبا. ونَجْوى الشَّباب
يَوْمَ كُنَّا طيرين نمرح في العُشِّ{#spc}. ثمالى من خَمْرةٍ ورُضابِ
يَوْمَ كنَّا عَفَّيْنِ ما نَعْرفُ العِهْرَ {#spc} ونُفْضي عَمَّا وراءَ الثِّيابِ
لا نُبالي بالقَوْلِ يَجْرَحُ.. والنَّظْرَةِ {#spc}تُدْمِي. ولا بِسُوءِ الحِساب
فَلَنا مِن رَفارِفِ الطُّهْرِ مأوى{#spc} ليس يَخْشى نَقاؤُه من عِقاب
وتعالى العُواءُ حَوْلي فما ارْتَعْتُ {#spc} ولا أَنْتِ مِن عُواءِ الذّئابِ
كيف يَرْتاعُ عاشِقانِ طَهُورانِ{#spc} بَرِيئانِ مِن خَنًى ومَعابِ؟
هكذا هكذا دَرَجْنا على الحُبِّ{#spc} خَلِيّاً من شِقْوةٍ وعَذابِ
وتَخيَّلْتُ أَنَّني العاشقُ الفَرْدُ{#spc} وأَنّي أختْالُ فَوْق السّحابِ
وتَبَدَّيْتِ لي حصاناً رَزَاناً {#spc}فهي ماءٌ.. وغَيْرُها من سرابِ
كَمَلاكٍ مِن الفرادِيسِ لا {#spc}عَيْبَ به غَيْرُ فِتْنَةِ الألْبابِ
والورى حَوْلَه نِشاوى فمن حُسْنٍ{#spc} وَضِيءٍ: ومن عَبِيرِ مَلابِ
وتَخَيَّرتِني فلاقيتِ مِنِّي {#spc}غيْرَ ذي مَخْلَبٍ.. وذي أَنْيابِ
غَيْرَ ذي شَهْوةٍ يَطِيحُ بها الجِسْمُ{#spc} عَشِيقاً مُزَعْزِعاً.. للتُّرابِ
هو قَلْبٌ من الحنانِ رقيقٌ {#spc}وهو عَقْلٌ مُلاَلِىءً كالشِّهابِ
واسْتَويْنا نِدَّيْنِ يَحْسِدُنا الخَلْقُ {#spc}فمن واثِقٍ.. ومن مُرْتابِ
فَحَسِبْنا. والأَمْرُ غَيْرُ الذي نَحْسبُ {#spc} والعيشُ كلُّه ذُو اضْطِرابِ
أنَّ هذا الهوى سيمْتَدُّ مُخْضَراً {#spc} مدى عُمْرِنا.. مدى الأحقابِ
يا لها من سذاجةٍ وغباءٍ {#spc} هَوَّنا بالكِذابِ كلَّ الصِّعابَ
وأنا دُونَكِ الأحْمقُ الغِرُّ{#spc} فقد كنْتِ نِقْمةً في إِهاب
نِقْمةً تَخْتَفي وَراءَ حِجابٍ {#spc}هو أَعْتى من الصُّخُورِ الصِّلابِ
يا لَرُوحي مِمَّا اعْتَرَاها من الغَفْلةِ{#spc} دَهْراً.. ويا له من عُجابِ
إنَّ هذا هو العُجابَ وما أكْثَر {#spc}مَا في حياتِنا من عُجابِ
أُيُّهذا المَلاكُ يَرْتَدُّ شّيطاناً {#spc}مَرِيداً ويَزْدَهِي بالمآبِ
بِئْسَ هذا الجزاءُ مِنْكِ فأغْصانُكِ{#spc} عادتْ عَلَيَّ مِثْلَ الحِرابِ
ضَرَّجَتْني لكنَّها أَنقْذتني {#spc} من خِداعٍ مَضَلِّلٍ.. وكِذابِ
عَلَّمَتْني.. وما أُحَيْلى هدى العلمِ{#spc} عَليْنا يَرُدُّنا للصَّوابِ
ربَّما كان خَيْرُنا في عَذابٍ مُنْضج{#spc}صارِفٍ عن الأَوْشابِ
وأراني أَراهُ يعد تماديَّ {#spc}سِفاهاً وبعد فَصْلِ الخِطابِ
واضِحاً.. واضِحاً.. جَلِيّاً .. جَلِيّاً {#spc} في كِليْنا من رِفْعَةٍ وتَبابِ
لم تَعُودِي يا بُلْبُلي الصَّادِحَ {#spc}بالمَطْرِباتِ.. غَيْرَ غُرابِ
فارْقُبي يَوْمَكِ وقُولي {#spc}يا لَنَفْسي من وَحْشَةٍ وخَرابِ
واسْكُبي دّمْعَكِ الغَزِيرَ على الماضي {#spc}لَئِيماً يَضجُّ بالأوْصابِ
وارْجعي للرَّشادِ.. حتَّى وإِن{#spc} كان فَقِيراً ولَيْس بالوهَّابِ
كيف يَحْبو وما لَهُ من سناءٍ {#spc} يَتَصَبَّى.. وما لَهُ مِن رِحابِ؟
فَلَعلَّ المتابَ كفَّارَةُ العُمْرِ {#spc}ورَضْوى تِلكَ القُلوبِ الغِضابِ
هل تُطيِقينه؟ عَسى أن تُطِيقيهِ {#spc} وأَن تَدْخُلي إلى المِحْرابِ

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
محمد حسن فقي

محمد حسن فقي

السعودية / مكة المكرمة
Close
Error Success